لم يشغل موضوع من الموضوعات أو قضية من القضايا اهتمام الأدبيات العالمية، مثلما شغلها موضوع الفقر وعلاقته بالفساد بکافة أشکاله، وإذا کانت البشرية اهتمت بالفقر کظاهرة إنسانية، فإنه ليس هناک بلد في العالم لم يتعرض للفقر بحيث أنه أصبح يمثل إحدى القضايا التي تعبر عن وحدة تاريخ تلک البلد. کما إن الفساد يعد ظاهرة منتشرة في کل النظم السياسية سواء في الدول المتقدمة أو النامية ولکنه يـزداد على نحو واضـح في منطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، کما إن الفساد وغياب الشفافية والنزاهة ظاهرة متعددة الأوجه ذات أبعاد اجتماعية واقتصادية وسياسية فالفساد يلحق الضرر بالفقراء على نحو متفاوت. (البنک الدولي، 1990: 41 – 42).