سلطة العقل خطوات بسيطة يمکن أن تؤثر على طريقة تفکيرک ونمط حياتک

نوع المستند : عرض کتاب

المؤلف

__

المستخلص

لقد ميـز الله عز وجل الإنسان عن سائر مخلوقاته بالعقل الذي هو مناط التفکيـر وأساس الفکر والتأمل والتدبر وجعله سيد هذا الکون. قال الله تعالى « وَسَخَّرَ لَکُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِکَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَکَّرُونَ « (الجاثية 13).
کما نعى الله عز وجل على من أهملوا هذه النعم ولم يعطوها حقها، فقال سبحانه وتعالى « وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ کَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِکَ کَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِکَ هُمُ الْغَافِلُونَ « (الأعراف 179).
وقد مدح الله من يعقل ما ينزل في کتابه المقروء ومن يتدبر في کتابه المشهود (الکون الفسيح) « وَتِلْکَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ « (العنکبوت 43).
ولم يخلقنا الله سبحانه وتعالى على عقل واحد بصفات واحدة وإلا لتشابهنا في التفکيـر والاتجاهات وغيـر ذلک، فميز الله عقولاً عن عقول وجعل الإدراک يتفاوت من شخص لأخر. وتتفاوت طرق التفکيـر من أمة إلى أمة، فتتباين الحضارات وتتشابک المصالح وتصبح البشرية أسرة واحدة کبيرة متکاملة. فالعقل جوهر الإنسان السطوع ومعدنه النفيس، فبالعقل تفتقت الملکات عن روائع الحضارات والتقنيات الدقيقة وأبحر بها أعماق الکشوفات والمجرات السحيقة.
ومن کان للعقل سلطان عليه غدا *** وما على نفسه للحرص سلطانا
من مد طرفاً لفرط الجهل نحو هوى *** أغضا على الحق يوماً وهو خذيان
قصيدة «نونية البستي» للشاعر أبو الفتح البستي (من العصر العباسي)
وهذا الکتاب الذي بين أيدينا يؤکد على أهمية العقل وتطوير طرق التفکيـر، فهو يسلط الأضواء على طرق تحفز وتنمي نمط التفکير بطريقة إيجابية لتعبر بالأشخاص ليکونوا أکثر وعيًا وقدرة على التمکين، ومنها عيش حياة مملوءة بالإنجازات والنجاحات غير المسبوقة فيها الکثير من الإبداعات.
سل الله عقلاً نافعاً واستعذ به *** من الجهل تسأل خير مُعط لسائل
فبالعقل تُستوفى الفضائل کلها *** کما الجهل مُستوف جميع الرذائل
الشاعر أبو الفتح البستي
فدعونا ننطلق في قراءة هذا الکتاب ليکون قفزة في مسار حياتنا.

الكلمات الرئيسية