تخصص الإدارة العامة في العالم العربي بين التحديات والاستجابات: إطار عام للتحولات المطلوبة في العقد الثالث للقرن الحادي والعشرين

إذا كان كل علم يمكن أن يشكل بابا مهما لتقدم المجتمعات والدول، فإنه يمكن القول بأن بعض العلوم قد يشكل كل منها بوابة للتنمية والتقدم، ومن بينها علم الإدارة العامة الذي انبثق من العلوم السياسية التي يمكن القول أيضا بأنها بوابة أخرى كبرى للتقدم، وهذا الإدعاء الخاص بعلم الإدارة العامة يدعمه عدة أدلة، كما يلي: تعد الإدارة العامة الأداة الرئيسية لتنفيذ خطط وبرامج الدولة، ويقدم علم الإدارة العامة أسسا لتحليل وتقويم السياسات العامة في مختلف المجالات، ويعمل علم الإدارة العامة على تنمية الموظفين العموميين وتطوير نظم ولوائح الخدمة المدنية وتخطيط وتنظيم وتنسيق ورقابة وحدات الجهاز الإداري للدولة، كما يقدم علم الإدارة العامة مبادئ وأساليب علمية لإدارة وتطوير المنظمات غير الهادفة للربح، وكذلك يقدم علم الإدارة العامة قواعد للإدارة المالية للدولة، وخاصة الموازنة العامة، ويهتم علم الإدارة العامة بمبادئ وأساليب إدارة شئون البيئة من حمايتها وتنميتها(رشيد 1996/1997 )، كما يهتم علم الإدارة العامة بالأسس والأساليب العلمية للإدارة والحوكمة المحلية، وكذلك يهتم علم الإدارة العامة بآليات تقديم وتطوير الخدمات العامة من طرق ومياه وكهرباء وصحة وتعليم؛ عبر إدارة الجودة الشاملةTQM ، كما يتناول علم الإدارة العامة الدور المعياري للحكومة في تنظيم اقتصاد السوق وحماية المستهلك وحماية المنافسة ودعم القطاع الخاص وحماية حقوق العاملين فيه؛ بما بمكن أن يسهم في الوصول إلى التنمية الشاملة والتقدم للدولة.