تأثير جائزة دبي للجودة على الأداء التنظيمي للمؤسسة من خلال استخدام العامل الوسيط «ممارسات تطوير الموارد البشرية» بالتطبيق على المؤسسات في دولة الإمارات العربية المتحدة

تتعرض المؤسسات في دولة الإمارات العربية المتحدة لضغوط تنافسية قوية، في ظل التقييم المستمر لها، من قبل الجهات الداخلية والخارجية لها. ونظراً لحرص المؤسسات على التحسين المستمر، کان عليها الاشتراک في العديد من جوائز الجودة المختلفة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد خصصت الدولة العديد من الجوائز لتقييم مدى تطور المؤسسة من خلال استيفائها للمعايير المطلوبة للحصول على الجائزة، فهناک العديد من المؤسسات تشارک في مختلف جوائز الجودة لأسباب متباينة؛ فبعضها يرغب في زيادة الأرباح، واکتساب سمعة جيدة، والحصول على نصيب أکبر من السوق، إضافة إلى تحسين الإنتاجية أو نمو حجم المبيعات، في حين تشارک مجموعة أخرى من المؤسسات فقط من أجل تقليد المنافسين، بحيث تسير على ذات النهج دون أن يکون لديها إدراک صحيح للفوائد التي تحملها تلک الجوائز. وعلى الرغم من أن الحصول على الجوائز يساعد على تعزيز سمعة المؤسسة، إلا أنه في بعض الأحيان لا يقدم للمستهلکين مؤشرات حقيقية عن تقديم خدمة متميزة لتلک المؤسسة الحاصلة على الجائزة. فکثير من المؤسسات تعمل جاهدة لعدة شهور متواصلة من أجل استيفاء جميع شروط الجائزة وما أن حصلت عليها يتدنى مستوى أدائها، مما يجعل العميل لا يعطي ثقة لتلک الجوائز، وبعکس القول، هناک العديد من المؤسسات حصلت على مختلف الجوائز وزاد أدائها المؤسسي في تقديم خدمات متميزة للعملاء وزادت ربحيتها.
ولما کانت الدراسات السابقة في هذا المجال اشتملت على العديد من التناقضات، فمنهم من ذکر بأن هناک علاقة إيجابية بين المؤسسات الحاصلة على جوائز الجودة وبين تحسين أدائها المؤسسي، ومنهم من أوضح بأن هناک علاقة سلبية، إلا أن القليل منهم أوضحت دراستهم أنه لا يوجد أي تأثير سواء بالإيجابية أو بالسلبية، ما دعى الباحثة تخوض بالدراسة النظرية والميدانية لتصل إلى معرفة، فيما إذا کان هناک علاقة بين المؤسسات الحاصلة على جوائز الجودة وأدائها المؤسسي. ومن هنا، هدفت هذه الدراسة إلى تحديد ما إذا کان هناک أثر إيجابياً لتلک الجوائز على الأداء التنظيمي للمؤسسة، من خلال استخدام ممارسات تطوير الموارد البشرية کوسيط لتلک الدراسة.