إدارة الحوار مع الآخر «دراسة تحليلية إسلامية»

نوع المستند : عرض کتاب

المؤلف

مصحح لغوي - المنظمة العربية للتنمية الإدارية

المستخلص

بالتنقيب عن درر رسول الله @ فيما يتعلق بالحوار وإخراجها، وإزالة ما عليها من شوائب الإهمال، فليس المقصد هو مجرد إخراجها للفخر بها، بل إن المقصد يتمثل في ثلاثة أشياء:
أولًا- إثبات أن الأسس القويمة للحوار قد وضعها رسول الله @ قبل أن يتشدق بمعرفتها المتشدقون بأکثر من أربعة عشر قرنًا.
ثانيًا- حث المسلمين على: التجديد والتحديث في حوارهم، وفي خطابهم، وذلک بالرجوع إلى موروثاتهم ومعرفتها، وعندما يطبقونها سوف ينمحي من صدورهم الاستعداد للتنازل عنها، بل سيفخرون بها أمام غيرهم، لأنهم سيتأثرون ويؤثرون بها إلى.
ثالثًا- حث البشر غيـر المسلمين، الناطقين بالعربية، وغير الناطقين بها- إن أتيحت فرصة ترجمة هذا البحث-: معذرة، لقد ترکنا دررنا، فصار حالنا کما ترون، وإني أحث المسلمين على أن يفيقوا، ليروا بين أيدينا تلک الدرر، فنسعد نحن بها، وتسعدون أنتم کذلک، فالخير يسعد الجميع، والجمال يرضي الجميع.

بالتنقیب عن درر رسول الله @ فیما یتعلق بالحوار وإخراجها، وإزالة ما علیها من شوائب الإهمال، فلیس المقصد هو مجرد إخراجها للفخر بها، بل إن المقصد یتمثل فی ثلاثة أشیاء:
أولًا- إثبات أن الأسس القویمة للحوار قد وضعها رسول الله @ قبل أن یتشدق بمعرفتها المتشدقون بأکثر من أربعة عشر قرنًا.
ثانیًا- حث المسلمین على: التجدید والتحدیث فی حوارهم، وفی خطابهم، وذلک بالرجوع إلى موروثاتهم ومعرفتها، وعندما یطبقونها سوف ینمحی من صدورهم الاستعداد للتنازل عنها، بل سیفخرون بها أمام غیرهم، لأنهم سیتأثرون ویؤثرون بها إلى.
ثالثًا- حث البشر غیـر المسلمین، الناطقین بالعربیة، وغیر الناطقین بها- إن أتیحت فرصة ترجمة هذا البحث-: معذرة، لقد ترکنا دررنا، فصار حالنا کما ترون، وإنی أحث المسلمین على أن یفیقوا، لیروا بین أیدینا تلک الدرر، فنسعد نحن بها، وتسعدون أنتم کذلک، فالخیر یسعد الجمیع، والجمال یرضی الجمیع.
أما بعد.. فإن هذا البحث یشتمل - بعد المقدمة - على ستة فصول:
الفصل الأول: یقدم تعریفات للمفاهیم التی تتصل بالموضوع، فیقدم تعریفًا للفقه الذی یکون الشاهد فیه هنا کیف نفقه معنى إدارة الحوار، والبلاغة، ثم تعریفًا للمناقشة والخصومة، والجدل، والعداء، ثم تعریفًا للاختلاف، وبیان أصله، وأسبابه، وأنواعه، ثم تعریفًا للحوار، وأنواعه. ثم تعریفًا للسنة النبویة.
الفصل الثانی: یتناول أهداف الحوار.
الفصل الثالث: یتناول الأسس الإیجابیة للحوار.
الفصل الرابع: یتناول الأسس السلبیة للحوار.
الفصل الخامس: یتناول وسائل الحوار.
الفصل السادس: یتناول الآثار الحمیدة للحوار المبنی على أسس وضوابط والنتائج السلبیة لغیابه.
التوصیات والخاتمة.
ویوضح الکتاب نقطتین مهمتین:
الأولى: إن الأسس الخاصة بالحوار مع الآخر هی واحدة، فلا یجب أن نقول: إن هناک أسسًا للحوار مع المسلم، وأسسًا للحوار مع غیر المسلم، فیجب أن تتوافر لدى المحاور الناجح کل الأسس الخاصة بالحوار، وهو فی حواره مع المسلم أو غیر المسلم ینتقی منها ما یناسب طبیعة الطرف الآخر وطبیعة الموقف، وهو قد یخلط ما بینها أو یختار أسلوبًا ویترک الآخر، أو یستعمل أسلوبین أو أکثر.. وذلک کله حسب طبیعة الحال، فالمحاور کالداعیة أو الفقیه، یأتیه البَرُّ ویأتیه الفاجر، وهو فقیه عالم بکل المسائل، ثابت لا یتغیر، ولکنه یعطی لهذا ما یناسبه، ویعطی لذاک ما یناسبه أیضًا. ولا ینبغی أن یُعرف عن المسلمین أنهم یتعاملون بأسس فی الحوار مع المسلم تختلف مع غیر المسلم، فالمسلمون قواعدهم وأسسهم واحدة، وعهدهم واحد، وأمانتهم واحدة، وذمتهم واحدة، لدیهم میزان واحد، یوضع فیه کل الخلق، فیظهر ثقیل الوزن، ویظهر خفیفه.
فماذا إن جاءنی مسلمٌ جاهلٌ أو فاجرٌ، ثم جاءنی غیر مسلم واعٍ عالمٍ هادئ؟
أأتعامل مع هذا بأسس الحوار مع المسلم، وأتعامل مع الآخر بأسس الحوار مع غیر المسلم؟
.. لا.
إنما یجب أن تکون لدیَّ کل الأسس والأسالیب والاستراتیجیات الخاصة بالحوار، ثم أنتقی منها ما یناسب المقام.
إن العدل یقتضی منَّا ذلک.
جاء فی کتاب «قوانین الوزارة وسیاسة الملک» ضمن کتب «مرایا الأمراء والملوک»:
«لن تحقق مرادک إلا بالعدل والإحسان، فالعدل استثمار دائم، وهو عدل فی الأموال، تؤخذ بحقها، وتدفع إلى مستحقها، وعدل فی القول: لا تخاطب الفاضل بخطاب المفضول، ولا العالم بخطاب الجهول، وتقف فی الحمد والذم على حسب الإحسان والإساءة، وعدل فی الأفعال، ألاَّ تعاقب إلا على ذنب، ولا تعفو إلا عن إنابة، ولا یبعثنک السخط على إطراح المحاسن، ولا یحملنک الرضا على العفو عن المساوئ».
والنقطة الأخرى، أننی إذا علقت على حوار، وأظهرت أدبه فلن أشیر إلى الناحیة البلاغیة فیه، وذلک للأسباب الآتیة:
لا یمثل هذا الأمر نقطة مهمة فی موضوعنا.
لکی أتحاشى التطویل دون هدف.
لأن الاسترشاد سیکون من کلام رسول الله @، وهو قد أوتی جوامع الکلم، وهو أفصح الناس وأبلغهم، ومن کلام الصحابة (رضی الله عنهم) والسابقین من العرب المسلمین وغیر المسلمین، وهم معروفون بقدراتهم العالیة فی اللغة، ویکفی أن القرآن تحداهم فی موضوع اللغة، وما کان ذلک إلا لمهاراتهم الفائقة فی لغتهم.
وأسأل الله أن ینفعنی بهذا الکتاب، وینفع به کل من قرأه، ویجزینی ویجزیهم خیر الجزاء فی الدنیا والآخرة، ویجزی عنی وعن المسلمین، وعن العالمین... الأستاذ الأعظم، والمربی الأفضل: «محمدًا» @ أفضل ما جازى به رسولًا عن أمته ... أمیـــن.