سيجما الإنسانية كمدخل لتحسين جودة العملية التعليمية الجامعية: دراسة تطبيقية على التعليم الجامعي الإداري المصري

تعد سيجما الإنسانية Human Sigma بمثابة نهج إداري متميز لاسيما داخل المنظمات الخدمية، يركز على تحسين جودة اللقاء بين مُقدم الخدمة وبين مُتلقي الخدمة، حيث يحظى بأهمية بالغة في المنظمات الخدمية كفلسفة إدارية جديدة تعمل على اعتماد نهج شمولي يأخذ الطبيعة البشرية في الاعتبار، ويربط بين جودة اللقاء بين الموظف وبين العميل، ويعمل على نسج طريقة متسقة وعملية منضبطة لتقييم كل لقاء وتحسين اللقاءات المستقبلية، فهو يدير ويقيس الاندماج والمشاركة بين مُقدم الخدمة وبين مُتلقي الخدمة، و من هنا تنبع أهمية سيجما الإنسانية كمدخل لتحسين جودة العملية التعليمية الجامعية (Fleming & Asplund, 2007:24).
وقد عالجت الدراسة مشكلة انخفاض جودة العملية التعليمية الجامعية الأمر الذي أدى إلى انخفاض جودة الخريجين الجامعيين بما لا يلبي متطلبات سوق العمل المتغيرة، وتمثل مجتمع الدراسة في كلية التجارة شعبة اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة باعتبارها منظمة تعليمية حكومية تخضع للتنسيق الجامعي، وكلية العلوم الإدارية (فرع القاهرة) بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية باعتبارها منظمة تعليمية حكومية، ولكنها لا تخضع للتنسيق الجامعي، بينما تمثلت عينة الدراسة في اختيار عينة عشوائية بسيطة من الطلاب بالكليات محل الدراسة ، واتبعت الدراسة أسلوب الحصر الشامل لأعضاء هيئة التدريس (أستاذ – أستاذ مساعد – مدرس) العاملين بعد استبعاد الحاصلين على إجازات «باختلاف أنواعها» والمعارين «داخليًا وخارجيًا». 
وانتهت الدراسة إلى العديد من النتائج التي من أهمها أن كلية التجارة شعبة اللغة الإنجليزية وكلية العلوم الإدارية (فرع القاهرة) يقعا عند مستوي أربعة سيجما، أي أنهما قد التزما بالتوازن في الاندماج والمشاركة بين مُقدم الخدمة وبين مُتلقي الخدمة، وتم تصنيفهما على أنهما من أصحاب الأداء الأمثل، ولكن لا يزال هناك مكاسب كبيرة يتعين تحقيقها لإعطاء القوة لهذه المنظمات التعليمية. كما يعد مدخل سيجما الإنسانية نهج منظم يجمع بين عملية تقييم صحة الاندماج والمشاركة بين مُقدم الخدمة وبين مُتلقي الخدمة، وقد تبين أن غالبية المبحوثين من أعضاء هيئة التدريس والطلبة الجامعيين موافقون بنسبة 81.73% و74.44% على الترتيب على متغير سيجما الإنسانية أي على أهمية حالة الاندماج والمشاركة العالية بين عضو هيئة التدريس وبين الطالب الجامعي والتي تمثل السبيل لجودة العملية التعليمية الجامعية. وأوصت الدراسة بضرورة نشر مفهوم سيجما الإنسانية لتحسين جودة علاقة الاندماج والمشاركة بين مُقدم الخدمة وبين مُتلقي الخدمة، والذي أصبح عاملاً حاسمًا في إدارة جودة الخدمة داخل قطاع الخدمات للوصول إلى درجات المشاركة العالية التي تأمل المنظمات الخدمية في تحقيقها.