مجتمع المعلومات والمعرفة ودوره في رفع مستوى التشغيل في البلدان النامية

تمثل ظاهرة البطالة أحد الظواهر الهامة، التي تؤثر على مؤشرات الأداء الاقتصادي للدول والمجتمعات المختلفة، ولا يکاد يخلو مجتمع من المجتمعات باختلاف أنظمتها الاجتماعية والاقتصادية من هذه الظاهرة. فهي ظاهرة تمس کل من الدول المتقدمة والنامية على حد سواء إلا أن درجة حدتها تختلف من دولة إلى أخرى. وقد أصبح الآن اهتمام کبير بالثورة الصناعية الرابعة والتي تمثل عملية الدمج بين الأنظمة الرقمية والفيزيائية والبيولوجية، لتمثل أهمية کبيرة سوف تؤثر إيجابا على مستوى معيشة البشر، لينتقل العالم من مجتمع تقليدي يعتمد على الوسائل التقليدية في عمليات الإنتاج، إلى مجتمع المعرفة الذي تنتشر فيه تکنولوجيا المعلومات والاتصالات في جميع أنحائه ومکوناته. ولذلک فإنه مع إمکانية رفع مستوى الإنتاجية للعمالة وزيادة دور التکنولوجيا الحديثة ورفع مساهمة ودور قواعد البيانات وشبکات المعلومات، قد تؤدي إلى الحد من ظاهرة البطالة خاصة في الدول النامية. من ناحية أخرى قد يصاحب الانتقال من الوظائف التي تعتمد على أساليب إنتاج تقليديه إلى الوظائف التي تعتمد على التکنولوجيا الحديثة، حدوث ما يسمى بظاهرة البطالة التکنولوجية، إلا أن فترة الانتقال هذه قد تکون قصيرة الأجل في الدول المتقدمة بالمقارنة بالدول النامية. إلا أنه کلما زادت نسبة مساهمة قطاع المعلومات والتکنولوجيا والاتصالات في الناتج المحلي الإجمالي للدولة کلما أدى ذلک إلى انخفاض نسبة ظاهرة البطالة خاصة على المدى الزمني الطويل بعد انتشار وتکيف المجتمع على تطبيق التکنولوجيا الحديثة وزيادة مهارات الافراد على تطبيق هذه التکنولوجيا الحديثة.