مدخل مقتـرح للإفصاح عن أداء استدامة الشرکات المسجلة بالبورصة المصرية فـي ظل التقريـر المتکامل وانعکاسه علـى قرارات أصحاب المصالح «دراسة مقارنة»

شهدت الساحة الاقتصادية العالمية اهتماماً بالغاً بقضية الاستدامة، وأحقية الشعوب في الحفاظ على آدميتها, وتوفيـر سبل العيش الکريم، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وهو ما أکد عليه الشعب المصري عندما قام بثورتي الـ 25 من ينايـر2011 و الـ 30 من يونيو 2014، ومن ثم لم يعد المجال اختياريًا أمام الشرکات لبدء القيام بمشارکات مجتمعية وبيئية على نطاق واسع، دون إغفال دور تقنية المعلومات في تحقيق الاستدامة وتقييم أدائها في هذا المجال، خاصة وقد أوضحت الدراسات السابقة أن البيئة المصرية تعانى من ضعف تنظيمي فيما يتعلق بالإفصاح عن أداء استدامة الشرکات.
ومن هذا المنطلق تم صياغة الهدف الرئيس لهذا البحث والذي يتمثل في اقتـراح مدخل للإفصاح عن أداء استدامة الشرکات المسجلة بالبورصة المصرية في ظل التقريـر المتکامل بالاعتماد على الابتکارات التکنولوجية الحديثة في مجال إعداد تقاريـر الأعمال مثل نظام تخطيط موارد المنشأة ERP ولغة تقاريـر الأعمال الموسعة XBRL، وبما يتوافق مع الضوابط البيئية والمجتمعية المصرية، الأمر الذي يـزيد من تنظيم وفعالية الإفصاح عن أداء استدامة الشرکات وينعکس بدوره على إدراک أصحاب المصالح لحقيقة هذا الأداء، ومن ثم ما يتخذونه من قرارات استثمارية.
وقد تم اختبار المدخل المقتـرح من خلال إجراء دراستين إحداهما تجريبية والأخرى ميدانية، وتمثلت عينة الدراسة التجريبية في 60 محللاً ماليًا بمسميات وظيفيه مختلفة (محللون ماليون، مديـرو حسابات عملاء، مديـرو إدارات استثمار)، ينتمون إلى 25 شرکة تداول أوراق مالية عاملة في مصر، في حين تمثلت عينة الدراسة الميدانية في 250 مفردة بمسميات وظيفية مختلفة (عضو مجلس إدارة، مديـر مالي، مديـر إدارة ائتمان، محاسب مالي بإدارة الائتمان)، وقد تم تجميع البيانات باستخدام قائمة استقصاء، وبلغت نسبة الاستجابة 64 % بواقع 160 مفردة.